تسود حالة من الاهتمام غير المسبوق الشارع الرياضي السوداني قبل يوم واحد من المباراة الحاسمة التي ستجمع هلال السودان بضيفه الصفاقسي الرياضي التونسي في إياب الدور نصف النهائي من بطولة الإتحاد الإفريقي (الكونفدرالية)، وتمثّل المباراة علامة فارقة في تاريخ مشاركات الهلال في هذه المنافسة التي انطلقت موسم 2004 عندما اتخذ الإتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف) قراره القاضي بدمج بطولتي الكؤوس والإتحاد في بطولة واحدة حملت مسمى الكونفدرالية، وتقام البطولة من سبعة مراحل تبدأ بالمرحلة التمهيدية ثم الدور الأول يليه دور الستة عشر الذي تتأهل منه ثمانية أندية تضاف إليها الأندية الثمانية الخاسرة في ثمن نهائي بطولة الأبطال لتلعب الفرق دور الستة عشر مكرر أو ما يعرف بدور الترضية الذي تتأهل منه ثمانِ فرق إلى مرحلة المجموعات وكانت البطولة حتى الموسم قبل الماضي تقام بنظام يمنح أوائل المجموعتين فقط حق التأهل المباشر إلى النهائي قبل أن يتم تعديل النظام لاحقاً لتتأهل أربعة فرق تتقابل في الدور نصف النهائي ليتأهل الفائزان إلى النهائي، وكان أول ظهور للهلال في هذه البطولة في موسمها الأول بنظامها الجديد عام 2004 عندما تحوّل من بطولة الأبطال وواجه الحرية الغاني في دور الترضية وتأهل على حسابه إلى المجموعات كأول فريق سوداني يصل إلى هذه المرحلة وأبلى الفريق في ذلك الموسم بلاءاً حسناً ونجح في كسب جميع المباريات التي اقيمت على ملعبه لكن نظام البطولة الذي كان يفرض تأهل أول المجموعة فقط منح الصعود للأشانتي كوتوكو الغاني.
وظهر الهلال للمرة الثانية في الكونفدرالية موسم 2006 وجاء أيضاً متحولاً من بطولة الأبطال حيث واجه في دور الستة عشر مكرر أولمبيك خريبكة المغربي وخسر أمامه ليغادر المنافسة التي لم يعد لها بعد ذلك إلاّ هذا الموسم وللمرة الثالثة يلعب الهلال فيها متحولاً من الأبطال، وعبر الهلال في مشواره كابس يونايتد الزيمبابوي بالفوز عليه ذهاباً وإياباً قبل أن يتصدر مجموعته التي لعب فيها بجانب دجلوليبا المالي وأس فان النيجري والإتحاد الليبي، وقد منحه هذا التصدر أفضلية خوض جولة الإياب في نصف النهائي على ملعبه وهو الشئ الذي منحه دافعاً لتقديم مستوى جيد أمام الصفاقسي في جولة الذهاب التي انتهت بهدف وحيد رفع من ردرجة الاهتمام بالمباراة واحيا الأمل في نفوس القاعدة الجماهيرية العريضة للهلال والتي ترى أن الخسارة بفارق هدف نتيجة يمكن تعويضها، ورغم أن المباراة تأتي قبل 48 ساعة من عيد الأضحى المبارك الذي يصادف يوم الثلاثاء القادم إلاّ أن جماهير الهلال عبّرت عبر روابطها وتجمعاتها المختلفة عن استعدادها الكامل للوقوف خلف الفريق حتى يحقق العبور إلى النهائي بإذن الله، وبدأت بوادر الاهتمام الجماهيري بالاستقبال الحاشد الذي أعدته الجماهير للضفاقسي رغم وصوله في الساعات الأول من الصباح لتبعث من خلال هذا الاستقبال برسالة مفادها جاهزيتها للوقوف خلف فريقها في أي زمان ومكان.