حوار: حسن عمر خليفة : قدّم حارس مرمى الهلال جمعة جينارو اوراق اعتماده من خلال مشاركات قلية تعد على أصابع اليد الواحدةن ونجح الحارس القادم من أهلي شندي في التأكيد على موهبته وعلو كعبه حيث اجتاز أمتحاني المشاركة في مباراتي إينمبا النيجيري والرجاء البيضاوي المغربي، الموقع الرسمي لنادي الهلال يستضيف جمعة في هذا الحوار الذي يدور في أكثر من محو:
كابتن جمعة مرحباً بك ضيفاً على صفحات (عالم النجوم) ونسعد كثيراً أن تكون ضيفنا عبر هذه المساحة؟
- مرحباً بكم وأشكر لكم هذه الفرصة لأطلّ عبركم على جماهير الهلال وأتمنى أن أقدّم معكم مايفيد القاريء.
- بداية هنالك الكثير من المعلومات التي لا يعرفها القاريء عامة وجمهور الهلال بصفة خاصة ونود ان يكون التعريف بها مدخلاً لهذا الحوار؛ حدّثنا عن نفسك، مولدك ونشأتك الأولى؟
- أنا جمعة جينارو ولدت بمدينة شندي عام 1986 لأسرة تتكون من عدد كبير من الأخوان والاخوات حيث كان والدي متزوج من أمرأتين وترتيبي الخامس بين أشقائي، النشأة الأولى كانت بشندي التي قضيت بها فترة الطفولة وجزء من الصبا ثم غادرتها إلى الخرطوم بعد وفاة الوالد.
- من الجنوب إلى الشمال كيف كانت رحلة أسرتك واستقرارها بشندي؟
- والدي كان يعمل في الجيش وذهب إلى هناك لدواعي العمل وطاب له المقام فاستقر بشندي حتى وفاته، كل أفراد أسرتي ولدوا هناك، الوالد تزوج من أمرأتين كما قلت لك وانجب عدد من الابناء والبنات وكان مولدهم جميعاً في شندي حيث كنا نسكن في مربع 37.
- ماذا بقي في ذاكرتك من طفولتك التي عشتها بشندي وماذا تذكر من تلك الأيام؟
- أذكر الكثير من الأشياء، من بينها أرتباطي الكبير بكرة القدم منذ الصغر وشغفي الشديد بها، كنت تستحوذ على قدر كبير من اهتمامي وكان ولعي بها سبباً في كثير من المواقف الطريفة والذكريات الجميلة التي زادت من حبي لها وتعلقي بها وجعلتني أسعى لتطوير نفسي من خلالها.
- متى راودك الاحساس أنّ هذا الحب يمكن أن يشكّل حياتك ويرسم مستقبلك وأن كرة القدم ستكون لك أكثر من مجرد (لعب)؟
- منذ وقت مبكر لا أستطيع تحديده على وجه الدقة، كان لي هنالك مدرب اسمه عوض وكان لي صديق اسمه سمعان، كنا نذهب دائماً لعوض عقب كل تمرين، أذكر أن هنالك (رملة) أمام منزله كنا نتدرب عليها ويعلمنا بعض (الحركات) الخاصة بحراس المرمى، في ذلك الوقت كنت طالباً في مرحلة الأساس.
- على ذكر القراءة كيف كانت مسيرتك التعليمية؟
- درست مرحلة الأساس وامتحنت شهادة الأساس من شندي وبعد ذلك انتلقت الأسرة إلى الخرطوم وفيها درست المرحلة الثانوية وصولاً إلى الشهادة السودانية التي كانت آخر محطاتي مع الدراسة حيث تفرغت بعدها لكرة القدم.
- كثيرون من حراس المرمى يقولون ان هذه الخانة لم تكن اختيارهم الأول وانهم بدأوا في خانات اخرى قبل أن يستقر بهم المقام بين الخشبات الثلاثة هل ينطبق هذا الأمر عليك؟
- لا أنا منذ بدأت مسيرتي مع كرة القدم بدأت في خانة حارس المرمى، كانت هوايتي منذ بدأت لعب الكرة.
- هل ترى أن قصر القامة كان يشكّل امامك عائقاً يحول بينك وبين التميز في هذه الخانة التي اخترتها؟
- الأمر لا علاقة له بالطول والقصر فهنالك حراس طوال القامة يتعرضون لمواقف صعبة أذكر من بينهم بيتر شيك حار تشيلسي وفان دار سار حارس مانشيستر يونايتد الذي رأينا كيف لعب له ديفي فيا الكرة في مباراة برشلونة ومانشيستر الأخيرة، العنصر الأهم من مسألة القصر والطول عنصر الرشاقة والمرونة لحارس المرمى، ومن خلال التمارين المتواصلة يمكن ان يغطي الحارس على مسألة الطول هذه.
- نعود إلى مشوارك مع الكرة، هل لعبت في نادٍ مسجّل في شندي ام اكتفيت بلعب (الحارة) فقط؟
- لعبت في فرق البراعم براعم الأخوة، ومن البداية كنت أنظر لكرة القدم على أساس أنها تمثل مستقبلي لم أتعامل معها على مبدأ أنها هواية.
- هل كان في ذهنك حارس مرمى معين تود الوصول لمستواه؟
- أذكر أنّني تابعت عام 2000 مباراة بين اليوفي وأسي ميلان، تابعت تلك المباراة عبر الراديو، كان اسم بوفون يتردد كثيراً، وكان المعلق يثني عليه، تلك المباراة جعلت اتعلق ببوفون وأسعى لاحقاً لمشاهدة مباريات له وامتدّ اهتمامي لمتابعة حراس مرمى آخرين لأتعلم منهم.
- من خلال حديثك يبدو ان اهتمامك كان كبيراً بالكرة العالمية، ألم تكن للكرة السودانية مساحة لديك؟
- كنت مهتماً بمتابعتها خاصة مباريات المنتخب وكنت معجباً جداً بحارس الهلال والمنتخب أحمد النور.
- ماهي المباراة التي ترى أنها غيرت مسيرة حياتك واسهمت في تقديمك للجمهور؟
- أول مباراة لي في رابطة شمال مع فريق اسمه النيل، حضرها المدربين احمد بابكر وحسون وطلبا مني بعدها ان أحضر إليهما باستاد الهلال حيث انضممت إلى مدرسة الهلال السنية عام 2004، في هذه المباراة ظهرت بشكل جيد ونلت اشادات كبيرة من المتابعين والمراقبين ونلت كذلك جائزة نجومية المباراة.
- ننتقل معك إلى شندي إلى الخرطوم ونريدك أن تحدثنا عن كيف سارت الأمور معك؟
- استقرت الأسرة بالفتيحاب وكان هنالك فريق رابطة الامتداد لعبت له، لم يكن في الفريق لاعبي درجات لكنّه كان فريق (حلة) دخلنا في دورة شاركت فيها فرق بها لاعبين يلعبون في الدرجات المختلفة، كان التفاهم بيننا كبيراً والانسجام كاملاً واستطعنا أن نتوج بكأس البطولة، هذه الدورة قدمتني خطوة للأمام حيث اتصل بي فريق نجوم أمبدة (درجة ثالثة) وانتقلت للعب في صفوفه وقضيت فيه موسمين ونصف.
- من نجوم أمبدة انتقلت للعلمين كيف تمّ هذا الانتقال؟
- لم أكن أود ان اسجل في فريق العلمين كنت أريد أن أسجّل في فريق أمبدة لأكون قريباً من الأسرة، لكن المدرب فياض أقنعني بضرورة الانتقال من أمدرمان للخرطوم، كما ان عدداً من أصدقائي تحدثوا معي وقالوا لي إن الفرصة لتأتي للانسان مرة واحدة وعليه أن يحسن استغلالها وبالفعل انتقلت لصفوف العلمين وقضيت بها ثلاثة مواسم رائعة، كان هنالك لاعبون مميزون في صفوف الفريق امثال عامرو اموكاشي والتاج ومحمد سالم كليتتشي شقيق سفيان سالم.
- رغم وجود هذه المجموعة المميزة من اللاعبين إلاّ أنّ فريق العلمين لم يحقق انجازات تذكر؟
- نعم على مستوى البطولات لا يحقق الفريق شيئاً لكنّه يفرِّخ لاعبين كثر تشاهدم في مختلف فرق الممتاز امثال مدثر العلمين لاعب المريخ السابق والأهلي الخرطوم الحالي ونصر الدين الشغيل لاعب المريخ وأموكاشي والصادق بابكر.
- في وقت بدأ الحديث عن ترشيحك للهلال وحددت مباراة معينة لمتابعتك من قبل خبراء في التسجيلات استقبلت شباكك أربعة اهداف حدثنا عن قصة هذه المباراة؟
- نعم كانت المباراة تجمع بين العلمين والنسور، في تلك المباراة استقبلت شباكي أربعة أهداف بالفعل والاخفاق وارد في كرة القدم، ولا يمكن لأي لاعب مهما بلغت امكانياته ان يلعب جميع المباريات بمستوى واحد، لكل مباراة ظروفها التي تحكمها وتحدد مسارها.
- من مرشح للانتقال إلى صفوف الهلال تحوّل مسارك إلى أهلي شندي كيفّ تمّ ذلك؟
- عندما بدأت المفاوضات معي ووافقت ودخلت غرفة التسجيلات كان كل ذلك للهلال، وعندما التقيت بالأرباب صلاح إدريس قال لي إنه يريد تسجيلي في أهلي شندي وأكّد لي أنّه سيسجّلني بالهلال ولم يحدد لذلك فترة زمنية محددة، وافقت مباشرة على حديثه دون تردد، قضيت في صفوف أهلي شندي ستة أشهر ولعبت مع الفريق مباراتين أو ثلاث على أكثر تقدير.
- دار جدل كثيف في الهلال عند تسجيلك انت وزميلك عبد اللطيف بويا، وذهب البعض إلى القول بأنكما دون قامة الهلال، ماهو الأثر الذي تركه مثل هذا الحديث في نفسك؟
- كانت مثل هذه الأحاديث تصلني وتزيد من عزيمتي، كنت اعلم ان الكلام الذي لايستند على رؤية المستوى كلام (ساي)، وكنت على يقين من أن الذي يريد أن يصدر حكماً منصفاً ينبغي أن يحكم على الشخص بعمله من خلال المباريات والتمارين.
- هل هنالك أندية أخرى طلبت خدماتك خلاف نادي الهلال عندما كنت في صفوف العلمين؟
- هنالك عدد من أندية الممتاز وعلى رأسها المريخ الذي دخل في مفاوضات جادة مع أسرة نادي العلمين لكنني كنت وقتها في قبضة الهلال.
- في وجود المعز محجوب حارس السودان الاول وعبد الرحمن الدعيع بمستواه الجيد كيف كنت تنظر لفرصتك في المشاركة مع الفريق؟
- كان الأمر يمثّل بالنسبة لي تحدٍ كبير، ودافع لتطوير مستواي، وقد وجدت منهم كل تعاون وحسن توجيه وتمييز بين الصحيح والخطأ، وبصورة خاصة المعز الذي يتحدّث معي باستمرار ومازال يوجهني حتى اليوم.
- لم تلعب مباريات كثيرة مع الهلال لكن مشاركاتك على قلتها كانت مميزة فأيها الأميز من وجهة نظرك؟
- هنالك أكثر من مباراة أولها مباراة الهلال أمام الجيش النيجري وهي أول مباراة إفريقية لي مع الهلال، ومن المباريات المميزة مباراة الهلال أمام جزيرة الفيل في بطولة الدوري الممتاز الموسم الماضي وكذلك مباراة الهلال الأخيرة أمام إينمبا النيجيري.
- مباراة إينمبا مباراة كبيرة، كيف تمّ تجهيزك للمشاركة فيها ومتى علمت بأمر المشاركة؟
- لم أعرف بأمر المشاركة إلاّ قبل ساعة من انطلاقة المباراة وتحديداً في المحاضرة التي سبقتها، قبل ذلك كنت أتمرن بجدية ورغبة كبيرة في تقديم نفسي كخيار للمدرب، بعد ان تم إعلاني بالمشاركة تحدّث معي الكابتن أحمد آدم رئيس البعثة والكابتن فوزي المرضي مدير الكرة والكابتن طارق أحمد آدم مساعد المدرب وزملائي اللاعبين وأكدوا لي ثقتهم الكبيرة في قدراتي، كان حديثهم معي بقدر معقول بعيد عن الشحن الذي يمكن أن يأتي بنتائج عكسية، وعندما دخلت المباراة كنت أعلم أنني يجب أن أدافع عن مرماي وعن ثقة زملائي التي اولوني إياها.
- هل تملكك الإحساس بالرهبة من التجربة؟ وهل اصابك الاحباط عقب هدف إينمبا الأول؟
- لم أشعر من الخوف من المباراة، أما عن هدف إينمبا الأول فهو خطأي الذي اتحمّل مسؤليته بالكامل لأني فكرت تفكيرين أن أبعد الكرة وأن استلمها وكان القفاز مليء بالكرة وفي النهاية قررت ابعادها بقبضة اليد ودخلت الشباك، ومشكلة حارس المرمى دائماً أن خطأه لا يعالج، الهدف منحني دافع أكبر لتصحيح الخطأ الذي وقعت فيه.
- كيف تنظر لحظوظ الهلال في البطولة الإفريقية؟
- المشوار طويل أمام الفريق، نتمنى أن تتواصل مسيرتنا حتى نهاية المشوار والتتويج.
- وماذا عن بطولة الدوري الممتاز، هل ترى أنها حسمت لمصلحة المريخ؟
- لا، المنافسة لاتزال ممتدة وهنالك عدد من المباريات، علينا أن لا نشغل أنفسنا كثيراً بالمريخ ويجب أن نركّز في تحقيق الفوز في مبارياتنا وهذه خطوة مهمة من أجل الابقا على حظوظنا في المنافسة على اللقب.
- هنالك حديث عن تحديد شهر ديسمبر القادم موعداً لتوفيق أوضاعكم كلاعبين من جنوب السودان ماهي رؤيتك لتوفيق الأوضاع؟
- لا أعلم حتى الآن ماهو المقصود بتوفيق الأوضاع لكن اتمنى ان يكون في ذلك مراعاة لمصلحتنا كلاعبين وفي النهاية ليس أمامنا غير تنفي القرار الذي يصدر بخصوصنا.
- لو خيرت بين العودة للجنوب ومواصلة مشوارك مع الهلال ماذا تختار؟
- اختار مواصلة مشواري مع الهلال لأنّه يضيف لي الكثير.
- وماذا لو تمّ استدعائك لمنتخب جنوب السودان؟
- سألبي النداء.
- وأين أسرتك الآن؟
- في جنوب السودان وأنا على اتصال دائم بهم لكنني لم أذهب إلى هناك بعد الانفصال.
- مارأيك في الحارس عصام الحضري؟
- عصام الحضري (مافيهو كلام) من أميز الحارس بإفريقيا له بطولات عديدة مع الأهلي والمنتخب المصري، مشكلته عدم الاستقرار الذي ينعكس عليه نفسياً وربما كان السبب في ذلك شعوره باقتراب نهاية عمره في الملاعب.
- هنالك مقولة للبولندي وازريك تقول أن حارس المرمى كل ماتقدّم به العمر كل ما كان أفضل هل توافق على هذه المقولة؟
- لا، لو قال كل مالعب كثيراً كل ما كان أفضل وافقته، شفنا حراس كبار مثل فان دار سار وأوليفر كان كيف تأثّر مستواهما بتقدم العمر وكان قلة العطاء سبباً في انهاء مسيرتهما.
- في النهاية الكلمة لك لتوجيه رسالة لمن تود؟
- رسالتي الأولى لأسرتي بجنوب السودان وكذلك لشمال السودان اتمنى لهم الاستقرار والسلام، ورسالتي الثانية للرياضيين أن يوسعوا مظلة اهتمامهم لتشمل الدوريات الأخرى حتى تعم الفائدة للجميع اما رسالتي لجمهور الهلال فأقول أن الهلال في يوم ما سيتوج ببطولة إفريقيا