حوار: عبد الرحمن الماحي
كثيراً ما يبحث المدربين حول العالم عن المهاجم الذي يتمتع بالسرعة التي تقترن بالموهبة؛ وهي الميزة التي يتمتع بها المهاجم الشاب الصادق أدم “شلش” الذي لفت أنظار الأهلة إليه بفاشر السلطان عندما كان يلعب بصفوف مريخ الفاشر؛ والمميز أن طلب تسجيله بالكشوفات الزرقاء جاء بناء على رغبة عدد من كبار النجوم بالفريق الذين أجمعوا على موهبته الكروية.
إنتقل شلش لصفوف الهلال في التسجيلات الرئيسية الشتوية وكحالة أي لاعب في البدايات وجد المهاجم الشاب معانأة كبيرة في حجز مكان أساسي له بتوليفة فريق بحجم الهلال؛ ولكنه ما إن وجد الفرصة إلا وأحسن إستغلالها؛ وقد أسهم بصورة كبيرة في حصول الهلال على نقاط مهمة هذا الموسم ببطولة الدوري الممتاز.
(الموقع الرسمي) لنادي الهلال أجرى حوار مطول مع المهاجم الصادق شلش؛ ومن خلال المساحة التالية ندلف مباشرة إلى أبرز ما جاء بذلك الحوار الذي كشف فيه الصادق شلش الكثير المثير؛ فمعا نتابع..
////////////////
س/ كابتن الصادق حدثنا بداية عن مشوارك مع كرة القدم..؟
بدايتي كانت في مدينة الفاشر مع فريق المهدية الذي لعبت له موسمين في سن مُبكرة جداً وكنت هداف الفريق لموسمين ومن ثم إنتقلت للعب بصفوف الموردة الفاشر ثم مريخ الفاشر ومنها للهلال.
س/ كيف كانت مفاوضات الهلال معك..؟
تلقيت إتصال هاتفي من الأستاذ عماد الطيب الأمين العام لمجلس الهلال؛ أخبرني حينها برغبتهم في نادي الهلال بتسجيلي خصوصاً بعد تألقي في المباراة التي فاز فيها مريخ الفاشر العام الماضي على الهلال بهدف “محمد الجيلي” أذكر حينها أن الوالد كان مريض وأخبرت الأستاذ عماد الطيب بأنني سأكون في الخرطوم بعد يومين؛ ورغم وصولي للخرطوم إلا أنني لم أنضم لغرفة التسجيلات مباشرة بسبب مرض والدي؛ وبعد ذلك جرت الإمور بصورة طبيعية؛ حيث وقعت بكشوفات الهلال في أسعد ايام حياتي.
س/ صف لنا شعورك وأنت تدخل لملعب الهلال في أول يوم لك بعد التوقيع في الكشوفات الزرقاء..؟
صراحة شعور لا يوصف وكانت لحظات سعادة كبيرة؛ ذهبت مع جمعة جينارو لإستاد الهلال لإستلام الزّي قبل السفر لمعسكر جمهورية مصر العربية؛ بعد مقابلتي لزملائي اللاعبين شعرت مباشرة أنني في بيتي؛ حيث وجدت الإحترام والتقدير من الجميع.
س/ أي لاعب في الهلال وقف مع شلش ودعمه..؟
عدد من اللاعبين؛ ولكنني لن أنسى وقفة الكابتن بشة معي؛ كثيراً ما يمنحني النصائح والإرشادات ويحدثني عن ضرورة تطوير نفسي والإستفادة من قدراتي بغرض تسخيرها لخدمة الفريق.
وهنالك أيضاً مهند الريدة؛ هذا اللاعب تحديداً أخوي الذي لم تلده أمي؛ كثيراً ما نظل على تواصل وهو الأقرب بالنسبة لي.
س/ وجدت معانأة كبيرة هذا الموسم بجلوسك في دكة البدلاء لعدد من المدربين..؟
الجلوس بدكة البدلاء هو أصعب أمر يواجه اي لاعب كرة قدم؛ ولكن في نهاية المطاف يبقى لكل مدرب وجهة نظره التي علينا كلاعبين أن نحترمها؛ ولكن على الصعيد الشخصي أجد بأنني وجدت الإنصاف من المدرب مبارك سلمان الذي يتعامل معنا وفقاً لمعرفته المسبقة بنفسيات اللاعب السوداني وقدراته وقد منحني العديد من الفرص سواء مع منتخب الشباب سابقاً أو مع الهلال حالياً.
س/ هل سبق وأن دافعت عن شعار المنتخب الوطني..؟
لا لم تأتي الفرصة بعد؛ ولكن الرغبة موجودة وسأسعى للدفاع عن ألوان منتخبنا الوطني قريباً.
س/ كيف تنظر لمواجهة السودان المرتقبة أمام إثيوبيا في تصفيات الشأن..؟
مواجهة ما ساهلة؛ المنتخب الإثيوبي يضم عناصر شابة ومميزة وهو منتخب متطور ولكن في الوقت ذاته منتخبنا يضم عناصر تمتلك الدافع لإسعاد القاعدة الجماهيرية؛ وأنا على تواصل مع أطهر الطاهر وأبوعاقلة وأتوقع بأن يقدم منتخبنا أداء مميز ويعود بنتيجة إيجابية قبل لقاء الرد.
س/ البعض يتحدث عن أن “شلش” هو بكري مدينة جديد في الهلال.. ما رأيك..؟
هذا هو رأي الجمهور مع إحترامي لهم؛ ولكن لا توجد مقارنة بيني وبين بكري المدينة إلا في “السرعة” فقط؛ فيما عدا ذلك كل منا يتميز بميزة تختلف عن الآخر والجمهور نفسه يعرف ذلك؛ أنا لا أعقب على رأي الجمهور والألقاب التي يطلقها علي ومن بينها لقب “الكتاحة” الذي أطلق علي مؤخراً.
س/ ما هو السبب الرئيسي في خروج الهلال من مجموعات الأبطال..؟
صراحة عدم توفيق إضافة لظلم تحكيمي كبير تعرض له الهلال في مباريات مهمة يعرفها الجمهور جيداً وبشهادة الجميع.
س/ تنتظركم مباراة صعبة ومهمة أمام الخرطوم الوطني الثلاثاء المقبل في منافسة كاس السودان..؟
الخرطوم الوطني فريق منظم ومحترم؛ يضم عناصر متجانسة لذلك تجده يحظى بالإحترام من أي فريق يواجهه؛ بالنسبة لمواجهتنا أمامه فنحن في أتم الجاهزية لها؛ هي مباراة صعبة جداً بكل تأكيد ولكن إحترامنا للخرطوم الوطني كخصم شرس سيجعلنا نقاتل للفوز والتأهل للدور نصف النهائي بمنافسة كاس السودان.
س/ وماذا عن مواجهة القمة المرتقبة نهاية الشهر الحالي..؟
تفكيرنا الآن ينصب حول مواجهة الخرطوم الوطني؛ ومن ثم سنستعد لمواجهة المريخ الذي أتمنى أن أكون حاضراً في مواجهته حيث لم يسبق لي اللعب ضد المريخ إلا كبديل لدقائق محدودة في قمة صندوق دعم الطلاب؛ وحتى عندما كنت في صفوف مريخ الفاشر لم ألعب ضد المريخ لذلك أمتلك أكثر من دافع للمشاركة في القمة المقبلة.
س/ طموحكم كلاعبين خلال الموسم الحالي والقادم..؟
خلال الموسم الحالي لا يوجد أفضل من تحقيق ثنائية الدوري الممتاز ومنافسة كاس السودان لإرضاء جماهير الهلال وتعويضها عن الخروج الأفريقي؛ أما طموحنا للعام المقبل سينصب حول كيفية الإستعداد جيداً بصورة أفضل للوصول للمباراة النهائية في منافسة دوري أبطال أفريقيا ومن ثم القتال للحصول على لقب دوري الأبطال بإذن الله تعالى.
س/ لاعب بالدوري الممتاز تتمنى وجوده بالهلال..؟
لا يوجد لاعب معين بالدوري الممتاز؛ ولكن على الصعيد الشخصي أتمنى عودة نصر الدين الشغيل لكشوفات الهلال في فترة التسجيلات الرئيسية المقبلة.
س/ ما هي طموحاتك على الصعيد الشخصي..؟
أخطط للإحتراف خارج السودان؛ وهذا الأمر لا يتحقق إلا بالإجتهاد في التدريبات والمباريات.
س/ فنانك المفضل..؟
أستمع لعدد من الفنانين الشباب مثل الراحل محمود عبد العزيز وحسين الصادق وجمال فرفور وهلالية.
س/ موقف مؤثر..؟
حقيقة لحظة وفاة الدكتور الإنسان إبراهيم حسين؛ تلك من اللحظات المؤثرة والحزينة في حياتي؛ أذكر حينها أنني كنت خارج قائمة مباراة الهلال لمواجهة النجم الساحلي وقد جاء بقربي في الممر وهو يضع يده على صدره ومازحته يا دكتور ما قادر تعالج نفسك وردّ علي بإبتسامة لا زلت أتذكرها حتى الآن؛ ربنا يرحمه ويغفر ليه..”.
س/ لحظة لا تنسى..؟
من اللحظات التي لا تنسى والتي سأتذكرها هي مباراتنا في نيالا هذا الموسم أمام فريق “حي الوادي” قبلها كانت نتائج الهلال سلبية وقد تعثرنا بالتعادل أمام مريخ نيالا.
خلال التمرين الختامي قبل المباراة كان هنالك مشجع متابع علم بأنني سأكون ضمن التشكيلة الأساسية لمواجهة “حي الوادي” وإقترب مني وحضنني بقوة ودموعه في عيناه وقال لي بالحرف الواحد “عايز قون منك وأنا حأشجعكم من المكان دا” وكان لحديثه الأثر الإيجابي المعنوي في رفع معنويات الفريق.
يوم المباراة كنت في غاية الحماس للتسجيل من أجل هذا المشجع والحمدلله ربنا وفقني رفقة زملائي؛ وحسمنا المباراة من الشوط الأول وإحتفلت مع هذا المشجع أثناء المباراة بعد تسجيلي الهدف الثاني.
س/ رسالة يحب شلش توجيهها لجماهير الهلال..؟
والله أنا بحب جمهور الهلال الذي أجد منه كل الحب والإحترام؛ رسالتي ليهم “خليكم قراب وتعالوا كتار.. شجعونا وساندونا”.
لا أريد أن أخصص مجموعة على الأخرى ولكن ما تقوم به مجموعة “الألتراس” في تشجيع اللاعبين ودعمهم تجعل أي لاعب يقاتل لآخر نفس ولا يدخر نقطة عرق في سبيل إسعاد هذه القاعدة الجماهيرية.