في عام 2006 قام احد المواطنين يـُدعى “معتصم محمد الحسن” بتسجيل شعار الهلال كعلامة تجارية بلونيه الأزرق والابيض، وأفتى المدعو معتصم، بعدم قدرة نادي الهلال أو الشركة الموقعة العقد معه من تنفيذ الإعلانات إلا بعد موافقته بإعتباره (المالك الوحيد) لشعار الهلال.
هذا وقد اكد الدكتور كمال شداد الخبير الكروي والرئيس السابق للاتحاد العام لكرة القدم، ان نادي الهلال كعلامة تجارية بات ملكاً له منذ تسجيله في (الملكية الفكرية) بـ (عرض تجاري) ولديه من “المستندات” ما يثبت أحقيته في إنتاج المطبوعات الورقية والكراسات ومناديل الورق والأعلام الورقية ؛ إضافة إلى احقية الدعاية والاعلان، وقال شداد: ان المحكمة طلبت حضوره كشاهد خبير للإدلاء برايه في هذه القضية ، وأوضحت للمحكمة الموقرة ان نادي الهلال منذ تأسيسه في العام 1930 إختار مؤسسية شعار الهلال باللونين الازرق والابيض وظل مستخدماً للشعار منذ ذلك التاريخ حتى اليوم.
واضاف دكتور شداد قائلاً: تسجيل الاندية خلال حقبة ما قبل عام 1958 كان ينعقد إختصاصه للاتحاد السوداني لكرة القدم والذي كان يشترط في نظامه الاساسي على اي نادي يرغب في التسجيل ان يكون لديه نظاماً اساسياً خاصاً به فيه يتم التعريف بشعار النادي والألوان الخاصة المميزة له، واستمر هذا الوضع على هذا الحال الى ان تم في عام 1958 إستحداث منصب مسجل الهيئات الرياضية لتؤول بعده الأمور تسجيل الأندية إليهبما فيها نادي الهلال بشعاره – الذي كما اسلفت- أختاره عام 1930 كشعار دائم له والذي إرتبطت جماهير الهلال على تعاقب أجيالها به إرتباطاً عاطفياً قوياً لا يمكن لاحد أيا كان إنتزاعه من دواخلها على الاطلاق.
وأستطرد دكتور شداد قائلا : الشخص الذي أدعى ملكيته للشعار كسب القضية لأن المحكمة رأت أن الرياضة هواية لا رياضة ربحية أو إستثمارية ؛ ولكن السلطة التشريعية وضعت قانون الرياضة المعروف بقانون 1991 ، وفي منتصف التسعينات قامت بتعديل ذات القانون وفيه إعترفت بالمحترفين والذين يتم إستقدامهم في إطار الإستثمار ، وهذا الاستثمار يعتمد على تسويق النادي للشعار الخاص به وسطأنصاره عبر الوسائل الخاصة به والمملوكة له كالقمصان والطواقي والشارات ودلايات المفاتيح مضافاً إليها الإستفادة من الاعلانات المملوكة للجهة المنظكة للبطولات كالإتحاد الافريقي والسوداني لكرة القدم كلوحات الإعلان داخل الملعب والبث التلفزيوني وهنا تكون للنادي نسبة محددة من مال الإستثمار هذا ، لكنه يملك وبنسبة (100%) حق التسويق والإعلان في القميص الحامل لشعار النادي للإستثمار فيها وسط انصاره ، فجماهير الهلال مثلا لا يمكن لها – من باب العاطفة – شراء القمصان الخاصة بالمريخ والعكس كذلك بالنسبة لجماهير المريخ ، إذن هذا (السوق) خاص بجماهير الهلال ولا تستطيع جهة – كما أبنت – إنتزاع هذا الحب منها.
وواصل دكتور شداد في لإفاداته القيمة بقوله : أن شعار الهلال محمي بقانون الشباب والرياضة ولا يحق لأي جهة (جمعية أو فردية) إستعمال شعاره إلا بعد اخذ الأذن منه ، فالهلال ليس شركة خاصة وإنما هو ملك عام لا يمكن أن يحتكره فرد لأو جماعة ، وهنالك سوابق كثيرة تؤكد أن أخذ الإذن من الهلال للتسويق هو الأساس ، فمثلاً شركة سوداني عندما أرادت قبل سنوات طرح أجهزة هواتف سيارة خاصة بها لجأت للهلال لأخذ الإذن منه لإستخدامها شعاره عليها قبل طرحها في الأسواق وتم بموجب ذلك توقيع عقد نص على أن ينال الهلال مبلغ أربعمائة مليون جنية مقابل كل مجموعة هواتف سيارة تطرحها شركة سوداني في الأسواق وهذا ما تم بالفعل إلى أن إنتهى العقد بين الشركة والهلال.
وقال أن ثلاثة قضايا لإثبات شعار ملكية الهلال موضوعة الآن على طاولات المحاكم ، وقد فات على المسجل التجاري ممثلا في إدارة الملكية الفكرية وكذلك على مجالس الهلال المتعاقبة التوقف عنـد مادة الاحتراف المضمتة في قانون هيئات الشباب والرياضة الخاصة بالمحترفين التي حفظت للنادي حق التسويق والإستثمار.
فند دكتور شداد إدعاء من قال أن شعار الهلال خاص به قائلا : هل يستطيع حرمان أندية الهلال المنتشرة داخل السودان من إستعمال الشعار واللونين الأزرق والأبيض ؟ ، هل في مقدوره ان يلزم – مثلاً – هلال بورتسودان أو الفاشر أو الابيض إرتداء لونين كـالأصفر و الاحمر بإعتبار أن اللونين الأزرق والأبيض ملكاً له ؟ ، وضرب شداد المثل بتعدد أسماء الأندية في الوطن الواحد بأندية (الريال) في اسبانيا كريال مدريد و ريال سرقسطة وريال بتيس ، وناديي مانشيستر يونايتد و مانشيستر سيتي في إنجلترا ، و أندية الترجي في تونس ، وكذلك أندية الهلال في اليمن والسعودية وغيرها.
وقال أن علاقة الهلال الكبير بالاندية الحاملة لإسمه علاقة (أبوابة) والتي من خلالها يقدم يد العون والمساعدة لها واخرها تقديم إبنه الفاتح الريشة لتدريب هلال الفاشر ، فهل مقدور هذا الشخص التدخل حتى في هذه العلاقو.؟!
وأختتم دكتور شداد توضيحه المثير قائلا : الهلال كشعار وكـلونين موجود منذ عام 1930 ، وإدعاء أي شخص بملكيته له لا يمكنني وصفه إلا بـ (العبط) و (الإحتلال) والخروج عن القانون ! .. فأي (ملكية فكرية) ، فالملكية الفكرية كما يعلم الجميع هي جهة خاصة لحفظ حقوق المبدعين والمفكرين التي لم يسبقهم عليها شخص آخر ، فهل (إبتدع) الشخص مثار الحديث شعار الهلال و(إبتكر) لونيه الأبيض و الأزرق.؟!